إيجاز

عِندمَا رأَيتُ الجَنَّة !

عندما رايت الجنة

بُعَيْدَ صلاة الفجر ، ثَقُلتْ رأسي راغباً فى قسطٍ من الراحة ، فأسندتُ رأسي على وسادتى ، وقلتُ أذكار نومى ، وتَيَمَّنتُ جنبى ، مستودِعا ربى أنفاسي وروحى ، وخواتيم دينى ، .. وغابت عينى ، وكأنه ما غاب عقلى … !

إِى والله .. لأَرى في منامى ما يستحق أَنْ أَخطُّه بينَ أياديكم ، فلعلَّ أحدكم أن يحمل البشرى لأهل هذا الميت الذى رأيته .. وقد ماتَ شاباً قطعت صدمةَ رحيله نِياطَ قلوبنا جميعا .. فرحمه الله رحمة واسعة

– قيل لى يا شيخ أيمن نُريدكَ أن ترقى شخصا فى مكان كذا ، وكأنهم مااستدعونى لأرقى ، لكن لأرَى .. وارتقِ !

دخلتُ فإذا قصرٌ مَشيد ، عالى الشُرفات ، طيب المقامات ، حيطانه تشبه الأحجار الكريمة فى سُموِّها وبريقها ، وكنتُ أرى صورتى فيها كأنها مِرآة لامعة ، لأَدقِّ التفاصيل جامعة ، وأما ريحُها لا تَسَلْنى عن رِيحها .. أكادُ مِن فرطِ ما أرى أن يطير نابضِى ، أو يتوقف خافقى !

أمشي على سُلَّمٍ كأنه الياقوت والمرجان .. ما رأيتُ فى جماله ، ولا ألوانه ..

علي جوانبه علاليقَ تبدوا كأنها كرستالات الثلج الأبيض اللامع ، وأنا فوق السُلَّمِ أرى مَنْ تَحتى كأنه شفَّاف ، فهو يُرى ظاهره مِن باطنه ، وباطنه من ظاهره ، حتى أننى خشيتُ أن أقع وأسقط ، فقعدتُّ على أرضه اتحسسُ بيدىَّ أزحف كالصغير يخشى القيامَ !

ويمُرُّ إلى جوارى نساءٌ كأنهنَّ البدرُ التَّام ، وما بعد البدر من تمام ، وهُنَّ ينظّرنَ إلىَّ ويَضْحكنَ .. أتخاف ؟!!

– لا تخف .. فهنا لا خوف .. ثم يمضينَ ضاحكات ..

نزلت إلى خارج القصر أبحث عن صاحبه ، فإذا أمامه أرضٌ مستويةٌ لا اعوجاج فيها ، مكسوَّة بالخضرة اللامعة ، عليها شئ كأنه قطرات الندى ، أو زخَّات المطر ، ، ،

وإذا بغلمان يعملون فى الحديقة ، يزينونها ، ويرتبونها ، والحقَّ أن الجمال لا حاجة له بالتجميل!

نظرتُ على يمينى على بُعد بضعة أمتار ، فإذا صاحبُ القصر يجلس هناك على هذه الأرض الخضراء ، وإذا بوابة خضراء اللون قد أشار لها فأُغلقت وهى جرار وليست أبواب ، رأى الغلام أننى أنظر إليه ، فقال لى دع سيدى وشأنه ، فهو مع أصحابه ، فلا تشغله .. !

وأما سيده فقد كان شابا أعرفه مات فى ريعان شبابه بلا إنذار ولا حادث ، كأنه خُطِف خطفاً رحمه الله ، وما كان أحدٌ يُصدق رحيله ، فيقومُ مرة أخرى يستطلعُ صحة الخبر ، ونداء النَّاعِى ..

وهذا طرفٌ من وهَجِ أنوار الجنة قد تَبَدَّى لناظره .. فسُعداً لمن رغب بها ، واستطال فى طلبها ، وتناغم بأوصافها .. فالسباقَ السباق .. واللحاق اللحاق !
Facebook
Twitter
LinkedIn
المنشورات ذات الصلة

التكلفة الغارقة: كيف نتجنب الفخ المالي الخفي في قراراتنا؟

تعد “التكلفة الغارقة” من المصطلحات الاقتصادية الحيوية التي تثير اهتمام الباحثين وأصحاب الأعمال على حد…

السوق العقاري السعودي بوابتك للاستثمار الناجح في قلب الخليج

يشهد السوق العقاري السعودي نموًا وتطورًا مستمرين في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى…

ماذا يريد الزوج من زوجته

ماذا يريد الزوج من زوجته ؟ تظلّ الإجابة على هذا السُّؤال من أهم العوامل لتحقيق…