وبينما أقف مع صديق لى ، إذْ جاء رجل يربط على رأسه عمامة رثَّة ، فكأنه سائل فقير ..
طلب صاحبنا أن نعطيه مالاً .. فاعتذر له صديقى .. فليس معه (فكَّه ) .. فظل الرجل يُلِح عليه بصورة غريبة !
واستمر الجِدال لشئٍ من الوقت .. والحقُّ أنَّ فى جيبى مال .. لكنى لم أحب أن أعطيه .. وإن كان هو لم يطلب منى ..
إستمر الرجل فى الإلحاح وبعد لحظات إنصرف .. بَيْدَ أنَّ صاحبى قد بانت عليه إِماراتُ الإِحراج الشديد .. جرَّاء ما جرى ..!
فقلت له : يستحيل أن يكون هذا الرجل فقيرا …!
فتعجب صاحبى : إتَّق الله ..
ف ” قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خير من صدقةٍ يتبعها أذى ..!! ”
فقلت له : يا رجل .. ما كان ربى ليكذب وحاشاه .. وهو يقول : .. تحسبهم أغنياءَ من التعفف .. !
فذاك متسول .. إتخذها صنعة ومهنة .. وقد أضاع بفعله حق الفقراء .. ونهب أموال الناس مُستغلا إنسانيتهم وعطفهم .. !
والأسوأ أنهم بدأو يستغلون الأطفال المخطوفة فى ذات المهنة !
ويجمعون من المال ببرودِ وجوههم ما لا يملكه الكادح المجتهد ..
فقد أقسمَ لى أحد الأصدقاء أنه سأل أحد هؤلاء المتسولين : كم محصلة يومك .. ؟
فأجابه : بمتوسط ٣٠٠ جنيه !!
إنَّ الفقير الحقيقى .. عفيف النفس ،، كفيف اليد ،، عزيز القدر ..
لا يمد يده .. ولا يردُّ يداً مُدَّتْ إليه .. !
لا يسئلون الناس إلحافا .. !
– حارب التسول