يعد تعديل سلوك الطفل من الأهداف الأساسية للوالدين، فدائما ما يود الآباء رؤية أطفالهم يتصرفون بطريقة مهذبة، ويلتزمون باتباع النظام والقواعد المطلوبة، والتحلي بالاحترام وأجمل الصفات، ولكن قد يلاحظ الآباء بعض التصرفات الغير مرغوبة في سلوك الأبناء، لذلك يحاولون البحث عن الطرق المفيدة لتعديل سلوك الطفل، وقد يستخدم الآباء بعض الطرق الغير صحيحة للوصول لهذا الهدف مثل العقاب البدني واللفظي، وفي النهاية لا يتم تعديل سلوك الطفل بسبب اتباع أسلوب خاطئ في التربية، لذلك سنتعرف على أهم طرق تعديل سلوك الطفل.
متى يحتاج الطفل إلى تعديل سلوك؟
يدرك الآباء ضرورة تعديل سلوك الطفل عند الانتباه إلى أفعال الطفل وأقواله الغير مناسبة في المواقف المختلفة، وقد يلاحظ الآباء أيضا تكرار هذا السلوك السيء بشكل ملفت وفي مواقف مختلفة، وتوجد العديد من الحالات التي يجب على الوالدين عند ملاحظتها على الطفل البحث عن الطرق المناسبة لتعديل سلوك الطفل ومن بينها:
- استخدام الطفل لبعض الألفاظ البذيئة والسيئة في المواقف المختلفة في التعامل مع أقرانه من الأطفال.
- التعامل مع الكبار دون احترام وبطريقة غير لائقة.
- عدم اتباع القواعد المنزلية والأسرية.
- لجوء الطفل لاستخدام العنف عند مواجهة أي موقف.
- الاستمرار في استخدام السلوك غير المهذب لمرات عديدة ومتكررة.
- عندما يجد الطفل صعوبة في الاندماج الاجتماعي وتكوين صداقات بسبب سلوكه السيئ.
- عندما يلاحظ الآخرون السلوك الغير مرغوب في الطفل ويبدأون في التعليق عليه.
- عند تأثير السلوك السيء على المستوى الدراسي للطفل.
- عند تأثير السلوك الغير مرغوب على الحالة النفسية للطفل حيث يلجأ للعزلة والوحدة لتجنب الوقوع في المشكلات نتيجة لسلوكه السيئ.
ما هي طرق تعديل السلوك؟
عند اختيار الطريقة الصحيحة من أجل تعديل سلوك الطفل يجب أن يعلم الآباء أن العقاب البدني واللفظي لن يكون الحل المناسب لهذه المشكلة، لذلك عليهم اتباع الطرق الإيجابية التي ستساعدهم على تعديل سلوك الطفل بشكل سريع وأكثر تأثيرا، في البداية يجب تحديد المشكلة ومحاولة التقرب إلى الطفل والتحدث معه وإشعاره بالأمان، ومن بين الطرق الإيجابية أثناء تعديل سلوك الطفل:
- تعزيز السلوك الإيجابي
يجب على الآباء دائما التركيز على السلوك الإيجابي والتصرفات الجيدة التي يقوم بها الطفل، ومنح الطفل مكافاة لتشجيعه على التحلي بالسلوك الإيجابي، وقد تكون هذه المكافأة مادية مثل هدية يحبها الطفل، أو قد تكون معنوية مثل مدح الطفل على سلوكه الجيد، وتعد تلك الطريقة من أكثر الطرق الفعالة عند تعديل سلوك الطفل.
تعرف على : أهم طرق تقوية مناعة الاطفال في الشتاء
- استخدام التجاهل
يعد من الضروري عدم التركيز على السلوك السيئ الصادر من الطفل، ويجب عدم إعطاءه أهمية بالغة، فقد يكون مجرد تغير طارئ على السلوك نتيجة لتعرض الطفل لموقف معين، لذلك محاولة تجنب الحديث عن هذا السلوك ستكون الأسلوب الأمثل لمعالجته طالما أنه لم يتكرر في العديد من المواقف الأخرى.
- النصح قبل العقاب
يحتاج الطفل دائما إلى التوجيه المستمر من الوالدين، لذلك استخدام النصح والإرشاد لتحسين سلوك الطفل سيكون هو بداية التعامل مع أي سلوك غير مرغوب يصدر من الطفل، وهو من أهم طرق تعديل سلوك الطفل.
- التقرب إلى الطفل وإشعاره بالأمان
عندما يتقرب الآباء من الطفل سيشعر الطفل بمزيد من الراحة والأمان وهذا ما سينعكس على تصرفاته وردود أفعاله في المواقف المختلفة، بالإضافة لتمسك الطفل بالسلوك السليم حتى يشعر برضا والديه دائما.
- محاولة معرفة أسباب لجوء الطفل لهذا السلوك
يجب أن يبحث الآباء عن الأسباب التي جعلت الطفل يتبع هذا السلوك السيء، فقد يكون الطفل قد تعرض لموقف ما جعله يتصرف بهذه الطريقة الغير مرغوبة، وعند معرفة السبب يستطيع الآباء تحديد الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه المشكلة وتجنب تكرارها.
- تعدد أساليب العقاب
يمكن اختيار عدد من الطرق التي يمكن من خلالها معاقبة الطفل نتيجة لسوء سلوكه، ولكن يجب تجنب العقاب البدني واللفظي لما له من تأثير ضار على حالة الطفل النفسية والجسدية، ومن بين طرق العقاب الإيجابية: حرمان الطفل من مشاهدة التلفاز، عزله في غرفته لوقت محدد، حرمان الطفل من اللعب لوقت معين.
هل تعلم ما هي أسباب تسوس الاسنان عند الأطفال وطرق الوقاية منها ؟
- عدم التسرع في معاقبة الطفل
يجب التحلي بالصبر وعدم التسرع عند اتخاذ قرار معاقبة الطفل نتيجة لسوء السلوك، فالآباء يشعرون بالغضب والسوء عند تصرف الطفل بطريقة غير لائقة مما يشعرهم بالإحراج، لذلك يجب أن يتمتع الوالدان بالثبات الانفعالي في هذه المواقف.
ما هي جلسات تعديل السلوك للاطفال؟
يلجأ بعض الآباء لجلسات تعديل سلوك الطفل في المراكز المختصة بتعديل سلوك الأطفال، بحيث يستطيع المختص التكلم مع الطفل والوالدين، وتحديد المشكلة التي تؤدي لاتباع الطفل لهذه السلوكيات الغير مرغوبة، وبالتالي اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الطفل وحل المشكلة، ومن بين هذه الطرق:
- استخدام مهارات التواصل البصري.
- الفك والتركيب.
- المطابقة.
يهدف المختص من خلال هذه الوسائل استبدال السلوك السيء بسلوك آخر جيد، والقيام بتعزيز وتنمية المهارات الحياتية والاجتماعية والأكاديمية للطفل، ومن ثم تعديل سلوك الطفل، فالسلوكيات الغير مرغوبة للطفل تعمل كعائق أمام اكتساب هذه المهارات.
تعديل سلوك الطفل العنيد
لا بد من التحلي بالحكمة والصبر عند محاولة تعديل سلوك الطفل العنيد، فقد يلجأ الطفل للتمسك برأيه ومحاولة تنفيذ رغباته بأي طريقة فقط لأنه يريد المزيد من الشعور بالاهتمام من الوالدين، لذلك يجب فتح حوار مع الطفل للتقليل من استخدام أسلوب العند، بالإضافة لعدم التركيز الدائم على ما يصدر منه من تصرفات فقد يكون الموقف لا يستدعي العقاب وإنما هي طبيعة قيادية في الطفل، فالتحاور معه يعطي له فرصة للتعبير عن رغباته واحتياجاته دون اللجوء للعند ومحاولة فرض السيطرة، وتقديم بعض الخيارات له، وعدم استخدام الوالدين للرفض الدائم لطلبات الطفل.
هل تعلم : متى يتكلم الطفل وما هي اسباب تاخر الكلام ؟
تعديل سلوك الطفل العصبي
الطفل العصبي يحتاج لمعاملة خاصة من الوالدين، فهو يلجأ للعصبية والصراخ لعدم قدرته على اتباع الاسلوب الصحيح للتعبير عن نفسه من خلال الهدوء والحوار، وعلى الوالدين معرفة سبب عصبية الطفل ومحاولة القضاء على هذا السبب وتجنبه لتقليل تعرض الطفل لنوبات العصبية والغضب، وحينها سيستطيع الآباء تعديل سلوك الطفل العصبي، وقد يكون الطفل عصبي للعديد من الأسباب ومنها التدليل الزائد، الحماية الزائدة، الشعور بالغيرة، العقاب الزائد.
لذلك يجب التقرب من هذا الطفل وتشجيعه على الحوار الدائم مع الوالدين، وإعطاءه الحرية للتعبير عن مشاعره ومتطلباته، وتوفير جو أسري يتمتع بالدفء والاستقرار والحنان، بالإضافة لغرس الثقة بالنفس في الطفل، ستعمل كل هذه الطرق على تعديل سلوك الطفل العصبي.
تعرف أيضا على
دور الأسرة في تعديل سلوك الطفل
تلعب الأسرة دور هام في تكوين واكتساب الطفل للسلوكيات المختلفة، حيث تهدف الأسرة لغرس الثوابت والقيم السليمة في الطفل منذ الصغر، بحيث يتعلم الطفل القيم والأخلاق الحميدة مثل : احترام الكبير، واستخدام اسلوب لائق في الكلام مع الآخرين، واحترام خصوصية الغير، اتباع القواعد والنظام، وغيرها من الصفات الحسنة، بالإضافة للعمل على اكتساب الطفل المهارات الحياتية والإجتماعية اللازمة لإندماجه في المجتمع بطريقة سوية.
لذلك يجب على الوالدين ملاحظة أي سلوك غير طبيعي يصدر من الطفل، وتحديد إذا كان هذا السلوك عارض أم سلوك متكرر مع الطفل، وتحديد سبب اتباع الطفل لهذا السلوك، بالإضافة لاتباع الطرق الصحيحة من أجل تعديل سلوك الطفل وتوفير مساحة من الحوار والتفاهم والشعور بالأمان بالنسبة للطفل
لهذا يعد من الضروري استخدام أساليب التربية الإيجابية للتعامل مع تعديل سلوك الطفل الغير مرغوب، والاهتمام بتوفير الرعاية والحنان للطفل، وتشجيعه على تجنب العنف والعصبية للحصول على طفل سوي يتمتع بسلوكيات سليمة.