” طفلي ينام في النَّهار ويسهر اللَّيل ” هي مشكلة شائعة تواجه العديد من الأمَّهات حيث تقلُّب نوم الطِّفل يسبِّب إجهاد لهم ولأطفالهم هذا التَّقلُّب يرهق الأمَّ ، فيجعل من الصَّعب عليها الاهتمام بطفلها بالشَّكل الأمثل ، كما يؤدِّي إلى عدم انتظام السَّاعة البيولوجيَّة للطِّفل . وتثير الكثير من التَّساؤلات حول الأسباب والحلول . كيف يمكن للأهل التَّكيُّف مع هذا النَّمط من النَّوم ؟ وما هي الطُّرق الفعَّالة لتعديل ساعات النَّوم لطفلهم ؟ في هذه المقالة سيتناول فريق إيجاز توضيح هذه الظَّاهرة من جميع جوانبها ، مستندين إلى آراء الخبراء ونصائحهم ، لنساعدك في تحقيق توازن صحِّيّ لنوم طفلك وبالتَّالي راحة البال لجميع أفراد العائلة . . .
طفلي ينام في النهار ويسهر الليل
ينام الأطفال حديثو الولادة لفترات طويلة تتراوح بين 16 إلى 18 ساعة يوميًا، غالبًا دون نمط محدد للنوم. ومع ذلك، يختلف كل طفل عن الآخر؛ فبعضهم ينام لفترات أطول بينما يظل البعض الآخر مستيقظًا.
وعدم نوم الطفل ليلاً يمكن أن يسبب قلقًا وأرقًا للأم، وخاصة إذا كان الطفل ينام نهارًا ويسهر ليلًا. حيث يرجع ذلك إلى عدم قدرة الطفل على التمييز بين النهار والليل، بسبب عدم تتطور ساعته البيولوجية بعد. ونمط استيقاظ الطفل غالبًا ما يكون مرتبطًا بالرضاعة، نظرًا لحاجتهم المتكررة للحليب وسرعة هضمه، مما يجعلهم يطلبون المزيد من الوجبات خلال اليوم. بالإضافة إلى ذلك تزداد مستويات هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين لدى الأمهات الجدد، خاصة في الليل، مما يعزز إنتاج الحليب ويزيد من فترات الرضاعة الليلية. إلى جانب عدم التمييز بين الليل والنهار والاحتياجات الغذائية، هناك أسباب أخرى قد تجعل طفلك ينام في النهار ويسهر في الليل، وهي ما سنستعرضه فيما يلي:
- تأثير الاضطرابات والحاجة للأم على نوم الطفل:
تؤثر مجموعة من الاضطرابات على راحة الطفل، مثل التسنين ونزلات البرد والمغص والإمساك. بالإضافة إلى ذلك قد يتسبب تعلق الطفل بأمه في بقائه مستيقظًا لرغبته في البقاء بالقرب منها. لذلك، توصي الأكاديمية الأمريكية للأطفال بمشاركة الطفل غرفة الوالدين وليس نفس السرير لتعزيز الشعور بالأمان دون التضحية بجودة النوم.
- تأثير المحفزات على نوم الطفل:
يستجيب بعض الأطفال للمحفزات الصوتية والضوئية أكثر من غيرهم، وقد يتأثرون بالكافيين الموجود في حليب الأم، مما يؤدي إلى السهر في الليل. معرفة هذه العوامل والتعامل معها يمكن أن يساعد في تحسين نمط نوم الطفل وتحقيق راحة أكبر له وللأم.
تعرفي علي: نصائح إدخال الطعام للرضيع وأفضل جدول لذلك
نصائح كي ينام طفلكِ في الليل
للتغلب على مشكلة نوم طفلكِ في النهار وسهره في الليل، نقدم لكِ بعض النصائح التي تساعد على تحسين نمط نومه الليلي:
- تلبية احتياجات النهار: قومي بإرضاع طفلكِ 8-12 مرة خلال النهار لتشبعه، وامنحيه الاهتمام الكافي ليحصل على نوم جيد في الليل. وتأكدي من أن الرضيع قد تناول وجبة غذائية مليئة قبل النوم، وتجنبي تركه جائعًا، حيث يمكن أن يتسبب الجوع في إيقاظه.
- تعزيز اليقظة في النهار: حافظي على فترات نهارية ممتعة ونشطة للرضيع، مع تعريضه للضوء الطبيعي، وهذا يساعده على تنظيم دورته البيولوجية.
- مراقبة علامات النعاس: تعرفي على الإشارات التي تدل على أن طفلكِ مستعد للنوم، مثل التثاؤب ,فرك العينين والانزعاج العام. وخذي بعين الاعتبار أن معظم الأطفال يشعرون بالنعاس بعد مرور ساعتين فقط من الاستيقاظ.
- تهيئة بيئة النوم: اجعلي بيئة نوم طفلكِ مريحة وهادئة ومظلمة. استخدمي إضاءة خافتة في الليل، وتأكدي من تغيير حفاظته وإرضاعه قبل محاولة تنويمه. واستخدمي سريرًا مريحًا ومناسب الحجم لعمره.
- استخدام تقنيات الاسترخاء: حاولي استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التدليك اللطيف أو النوم على ضوء هادئ لمساعدة الرضيع على الاسترخاء والاستعداد للنوم.
- تفادي التحفيز الزائد: تجنبي الألعاب المحفزة قبل النوم والتقليل من الأنشطة الصاخبة والإضاءة الساطعة في الساعات المتأخرة من اليوم.
- الاستجابة بهدوء عند الاستيقاظ الليلي: إذا استيقظ الطفل في الليل، استجيبي له بهدوء ولا تشعريه بأن الليل وقت للعب أو التفاعل النشط. حافظي على الإضاءة الخافتة وتعامل معه بلطف.
- وضع روتين: حددي جدولًا ثابتًا للنوم يشمل أنشطة مهدئة مثل الاستحمام الدافئ والقراءة بصوت هادئ. هذا يساعد الرضيع على التعرف على علامات النوم.
- الصبر والاستمرارية: يمكن أن يحتاج الرضيع إلى بعض الوقت لتعلم نمط النوم الليلي. تحلي بالصبر والثبات في تطبيق الروتين والممارسات التي تساعده على النوم بشكل أفضل.
باتباع هذه النصائح، يمكن أن تساعدي طفلكِ على تطوير نمط نوم ليلي أفضل، مما يوفر لكِ ولطفلكِ راحة أكبر.
تعرفي علي: طريقة تغيير الحفاضة للرضيع والأدوات اللازمة لذالك
نصائح لمساعدة الطفل على الاستيقاظ نهارًا
إليكِ بعض النصائح لمساعدة الرضيع على الاستيقاظ والبقاء نشطًا خلال النهار:
- تمييز الليل والنهار: ساعدي طفلكِ على التفريق بين الليل والنهار بخلق بيئة نشطة خلال النهار. افتحي الستائر لتسمح بدخول ضوء الشمس إلى المنزل في الصباح حيث أن الضوء الطبيعي يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للرضيع، وتفاعلي معه بشكل نشط.
- تحديد وقت استيقاظ ثابت: حددي وقتًا يوميًا لاستيقاظ طفلكِ، حتى لو كان قد استيقظ طوال الليل، للمساعدة في ضبط مواعيد نومه.
- روتين صباحي ثابت: أنشئي روتينًا صباحيًا منتظمًا، مثل تغيير الحفاض وتقديم وجبة الصباح واللعب قليلاً، ليعتاد الرضيع على الاستيقاظ في وقت محدد.
- التفاعل واللعب: اجعلي فترة الصباح مليئة بالتفاعل واللعب. تحدثي مع الرضيع، غنّي له، واستخدمي الألعاب المناسبة لعمره لتحفيزه على البقاء مستيقظًا ونشطًا.
- تنظيم الرضعات خلال اليوم: أيقظي طفلكِ خلال النهار للحصول على 8-12 رضعة خلال 24 ساعة. إذا لم يحصل على كفايته من الحليب خلال النهار، قد يبقى مستيقظًا في الليل لتلبية احتياجاته. وقدمي وجبات الرضاعة بشكل منتظم خلال النهار. حيث أن الرضيع الممتلئ يكون أكثر استعدادًا للبقاء مستيقظًا.
- النشاط البدني: شجعي النشاط البدني الخفيف مثل وضعه على بطنه لبضع دقائق (tummy time) تحت إشرافك. هذا يساعد في تقوية عضلاته ويشجعه على البقاء مستيقظًا.
- تغيير البيئة: احمليه إلى أماكن مختلفة في المنزل ليرى أشياء جديدة. التغيير في البيئة يمكن أن يحفز حواسه ويشجعه على البقاء مستيقظًا.
- تحفيز الحواس: استخدمي ألوانًا زاهية وأصواتًا مهدئة وألعابًا متحركة لتحفيز حواس الرضيع وجذب انتباهه.
- القيلولة في الأوقات المناسبة: إذا كان الرضيع يحتاج إلى قيلولة، اجعليها في أوقات محددة ولا تدعيها تستمر لفترات طويلة، خاصة في وقت متأخر من النهار.
- التفاعل مع العائلة: اسمحي لأفراد الأسرة بالتفاعل مع الرضيع. الوجوه الجديدة والأصوات المختلفة يمكن أن تكون محفزة ومشجعة للرضيع على البقاء مستيقظًا.
- مراقبة إشارات النعاس: كوني منتبهة لإشارات النعاس مثل التثاؤب أو فرك العينين. حاولي إبقاء الرضيع مستيقظًا لبضع دقائق إضافية قبل أن يسمح له بالنوم، لتمديد فترة اليقظة تدريجيًا.
باتباع هذه النصائح، يمكنك مساعدة رضيعكِ على الاستيقاظ والبقاء نشطًا خلال النهار، مما قد يساعد في تنظيم نمط نومه وتحسين جودة نومه ليلاً.
تعرفي علي: طريقة استحمام الطفل حديث الولادة
إستراتيجية لنوم طفلك ليلاً في 4 خطوات
الخطوة الأولي: ابدئي بوضع روتين ثابت لجعل طفلكِ يستيقظ مبكرًا، وافتحي الستائر لتساعديه على التمييز بين الليل والنهار، وربط الليل بالنوم والنهار بالاستيقاظ. وفي الليل امنحيه حمامًا دافئًا وأطفئي الأضواء لتوفير إضاءة خافتة تساعده على الاسترخاء. من المهم تنفيذ هذا الروتين في وقت محدد وثابت يوميًا.
الخطوة الثانية: ضعي طفلكِ في سريره في الوقت الذي حددتيه للنوم، حتى إذا بكى. لا تقلقي، فسيتعلم إعادة تهدئة نفسه والنوم. هذا الوضع لن يقلل من إحساسه بالأمان، وعادةً لن يستمر البكاء لفترة طويلة.
الخطوة الثالثة: لا تستسلمي لبكاء طفلكِ، بل استجيبي له كل عشر دقائق، ثم ارفعي الفاصل الزمني إلى 15 دقيقة. تواصلي معه بصريًا والمسِيه بيدكِ لتهدئته، ولكن لا تسمحي له بالخروج من السرير.
الخطوة الرابعة: قومي بتطبيق جميع خطوات الروتين السابقة كل يوم، مع الحرص على نظافة الطفل ليلاً وإبقاء الأضواء مغلقة. تأكدي من عدم كسر الروتين في الأيام المقبلة مهما كانت الأسباب.
في الختام، تعديل نمط نوم طفلكِ من النهار إلى الليل قد يتطلب بعض الوقت والصبر، ولكنه ممكن باتباع روتين منتظم. تذكري أنه قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليعتاد طفلك على التغييرات. من خلال تهيئة بيئة النوم المناسبة والتفريق بين النهار والليل والاستجابة بهدوء لاستيقاظه الليلي، يمكنكِ مساعدة طفلكِ على تطوير عادات نوم صحية تعزز راحته وراحتكِ. النجاح في تعديل ساعات نوم الطفل يعود بالفائدة على جميع أفراد الأسرة، مما يضمن ليلة هادئة ونومًا مريحًا للجميع.