متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟ تلك هي اللحظة التي تثير تساؤلات الكثير من الآباء والأمهات الجدد، حيث يعتبر الاستحمام جزءاً مهماً من روتين العناية بالرضيع. في الواقع يعد الاستحمام تجربة لا تُنسى للطفل الجديد، ولكن متى يجب أن نبدأ في هذا النشاط اليومي؟ سنقوم في هذا المقال باستكشاف أفضل الطرق لتحديد الوقت المثالي لاستحمام الطفل حديث الولادة والإرشادات الأساسية التي يجب مراعاتها لجعل هذه اللحظة آمنة وممتعة للصغير.
متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟
استحمام الطفل الحديث الولادة يعتبر تجربة مهمة وممتعة، ولكن السؤال الذي يطرحه العديد من الآباء والأمهات الجدد هو: متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟
يوصى العديد من الأطباء تجنب استحمام الأطفال حديثي الولادة مباشرة بعد الولادة، وذلك بسبب وجود طبقة دهنية بيضاء تُغطي جسم الرضيع تُعرف باسم “Vernix”.
تتكون هذه المادة الدهنية في الفترة الأخيرة من الحمل، وتلعب دوراً مهماً في تكوين جلد الرضيع، حيث تعمل على حمايته من الالتهابات البكتيرية. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر Vernix عازلاً طبيعياً بين بشرة الرضيع الحساسة والمياه التي تكون محيطة به داخل الرحم.
أثناء عملية الولادة تقوم المادة الدهنية “Vernix” بدور كبير في تسهيل خروج الطفل بشكل طبيعي من رحم الأم. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر هذه المادة مضاداً فعّالاً للأكسدة، حيث تسهم في الحفاظ على درجة حرارة جسم الرضيع وضمان راحته. بالإضافة إلى ذلك تعمل هذه المادة على حماية بشرة الطفل من التعرض للبكتيريا والفطريات. ولهذا السبب، يوصي العديد من الأطباء بترك المولود بدون استحمام لمدة 24 ساعة على الأقل من وقت ولادته، حيث يسهم هذا القرار بشكل كبير في تطوير جهاز المناعة لدى الطفل. أيضاً تأجيل استحمام المولود يُقلل من احتمالية تعرضه لانخفاض مفاجئ في مستوى سكر الدم. كما أن هذا التأجيل يشجع على تعزيز عملية الرضاعة الطبيعية، مما يسهم في تعزيز صحة وتغذية الطفل الجديد.
تجنب غزارة استحمام الطفل وتعريضه للماء بشكل مفرط خلال الشهور الأولى من حياته يعد أمراً ضرورياً. إذ يمكن أن يؤدي القيام بذلك بشكل متكرر إلى إلحاق ضرر ببشرته الحساسة. لذا يُفضل بشدة استحمام الرضيع مرتين في الأسبوع، خاصة خلال الشهرين الأولين من حياته، للحفاظ على نعومة بشرته وتجنب التأثيرات السلبية المحتملة.
موعد حمام المولود الأول
يمكن للأم أن تستمتع بلحظات الاستحمام مع مولودها بعد مرور اليوم الأول من ولادته. حيث ينصح الأطباء بتنظيف جسم المولود بلطف باستخدام قطعة إسفنج مبللة من أعلى إلى أسفل. وإذا كنتي أم للمرة الأولى فيجب عليكي الحفاظ على درجة حرارة الطفل، حيث يفقد الرضيع درجة حرارته بسرعة، لذا يُفضل إتمام عملية الاستحمام بشكل سريع ودافئ حيث يجب أن لا يتجاوز هذا الأمر 5 دقائق، ويُفضل غلق النوافذ والأبواب لمنع دخول التيارات الهوائية.
ويجب عليكي عزيزتي الأم أن تكون مستعدة لاحتضان المولود بسرعة بعد الاستحمام باستخدام منشفة دافئة.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن الاستحمام لا يؤثر على سرعة التئام الحبل السري، ولكن يجب تجفيفه جيدًا بعد الاستحمام. ومن الممكن استخدام كميات صغيرة من منتجات الأطفال خلال الاستحمام، ولكن يجب تجنب الإفراط في استخدامها لتجنب جعل المولود زلقًا.
هناك بعض الأدوات الضرورية لتحميم الطفل تشمل القائمة علي إسفنجة طرية ومناديل منظفة وحفاضة جديدة وزيت الأطفال وقطع صغيرة من القطن لتجفيف الأذن والسرة. يجب على الأم تحضير هذه الأدوات قبل بدء عملية الاستحمام لتوفير تجربة آمنة وممتعة للمولود.
ما هي قواعد وأحكام تحميم الطفل حديث الولادة؟
وبناءً على النقاش حول متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة، يوجد بعض الإرشادات والقواعد الهامة التي يجب اتباعها أثناء تحميم المولود وتشمل ما يلي:
تجهيز أدوات الاستحمام مسبقا
قبل بدء عملية تحميم المولود، ينبغي التأكد أولاً من تحضير وتجهيز جميع الأدوات والمستلزمات الضرورية للاستحمام. يشمل ذلك تجهيز المكان الذي سيتم فيه وضع سائل الاستحمام، إضافة إلى تجهيز ملابس الطفل والحفاضات،وغيرها من الأدوات المهمة.
يوصى بشدة باستخدام وعاء خاص لتحميم الطفل لضمان سهولة العملية وراحته.
درجة حرارة الغرفة
بناءً على الإرشادات المتعلقة بـ متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة، ينبغي علي الأم أن تولي اهتماماً خاصاً لدرجات الحرارة التي يتعرض لها المولود قبل وبعد الاستحمام.
حيث يُفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة ما بين 21 و23 درجة مئوية، وعند إجراء عملية الاستحمام ينبغي تدفئة الغرفة إلى 25 درجة مئوية. وفيما يتعلق بدرجة حرارة الماء في الوعاء المخصص للاستحمام، يُشدد على أهمية قياسها بدقة لضمان تناسبها مع درجة حرارة جسم المولود، والتي يُفضل أن تكون حوالي 37 درجة مئوية، وفقًا لتوصيات الأطباء.
مستوى الماء
ينصح بضرورة توجيه مستوى المياه في وعاء الاستحمام ليصل إلى منطقة الثدي للطفل مع التأكيد على أهمية الإسراع في عملية الاستحمام لتجنب تبريد المياه وجعلها غير مناسبة للمولود.
عدد مرات استحمام الطفل
ينصح العديد من الأطباء بأن يتم تحميم المولود حديث الولادة من مرة غلي مرتين في الأسبوع، ويفضل بعضهم تحميم الطفل وتعريضه للمياه يومياً. ومع ذلك يجب أخذ الحيطة وعدم تعريض بشرة الطفل للمياه بشكل مفرط لتجنب الجفاف الذي قد يلحق ضرراً بصحة الطفل.
الطريقة الصحيحة لاستحمام الطفل الرضيع
بعدما تناولنا إجابة التساؤل حول متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة، فإنه يوجد مجموعة من القواعد الصحيحة لـ طريقة استحمام الطفل حديث الولادة التي يتم اتباعها عند تحميم الطفل للمرة الأولى ومن بين هذه القواعد:
عند تحميم الطفل يُمكن للأم الاستعانة بالزوج لإمساك الرضيع خلال الاستحمام. حيث يتم تجريد الطفل من ثيابه ويجب أن تكون الغرفة دافئة ومناسبة لحرارة جسمه. ويجب إمساك الطفل بشكل جيد قبل وضعه في المياه.
والطريقة السليمة لإمساك الطفل أثناء الاستحمام هي وضع كتفيه على يد أحد الأشخاص ويكون وجهه متجهًا لأعلى، بينما تمسك اليد الأخرى بفخذيه برفق. وبعد إمساك الرضيع بشكل صحيح يمكن وضعه في المياه برفق.
ويمكن للأم لف الرضيع بقطعة من القماش قبل وضعه في حوض الاستحمام لتسهيل تكيف جسمه مع درجة حرارة الماء. يتم ذلك عن طريق إدخال ساقيه أولاً، ثم تبليل جسده ببطء وتدريجيًا.
ثم يتم وضع المولود على المقعد المخصص للاستحمام حيث يتم إزالة قطعة القماش. وفي حالة بكاء الطفل أو صراخه، يمكن للأم التخلي عن مقعد الحوض ووضع الطفل مباشرة في المياه.
ومع ذلك يتعين رفع رأس الطفل خارج المياه، مع الاحتفاظ بجسده مغمورًا في المياه. ويستخدم اليد الأخرى لغسل وتنظيف جسم الطفل من الرأس حتى القدمين.
وينبغي تنظيف وغسل المناطق التي تحتوي على ثنايا مثل الساقين والظهر وخلف الأذن وتحت الإبطين واليدين والبطن وغيرها من المناطق الأخرى.
وفي النهاية يجري غسل المناطق المتسخة بشكل كبير ويتم تنظيف منطقة الأرداف وغسل الأعضاء التناسلية للطفل. وليس هناك حاجة لتغيير مياه الاستحمام للطفل، بينما يُحافظ تدليك الجسم بزيت الأطفال على رطوبة الجلد.
الاهتمام بالطفل بعد الانتهاء من الاستحمام
واستنادا إلى هذا التساؤل متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة فإنه يوجد مجموعة من الإرشادات لابد من مراعاتها عند الخروج من وعاء الاستحمام وهي كالتالي:
يمكن للأم أن تترك الطفل الرضيع في حوض الاستحمام بعد الانتهاء للاستمتاع بالمياه لمدة 5 دقائق إضافية. ومن ثم إخراج الطفل قبل أن تبرد المياه، ثم يتم لفه جيدًا بمنشفة كبيرة وإدخاله إلى الغرفة التي تم تدفئتها جيدًا.
بعد ذلك يتم تنشيف وتجفيف الطفل جيدًا باستخدام منشفة ناعمة، مع الحرص على تجفيف الأذن وبين الأصابع وتحت الإبط والرأس، وتنشيف الشعر بعناية لتجنب البرد. يُفضل عدم قص الأظافر قبل مرور شهر من ولادته، ولا داعي للتوتر، فبعد تجفيف الطفل بشكل جيد، يشعر بالراحة والاسترخاء، وفي هذا الوقت، تقوم الأم بوضع حفاض جديد وتلبسه ثيابه بكل هدوء.
التوصيات العلمية بخصوص حمام المولود
- عند انتهاء الحبل السري: يُنصح بالانتظار حتى يتساقط الحبل السري بشكل طبيعي قبل البدء في استحمام الطفل. غالباُ ما يحدث ذلك خلال الأسبوع الأول من الحياة.
- اختيار الوقت المناسب: يُفضل استحمام الطفل في وقت هادئ ومناسب، مثل الصباح أو الظهيرة، حتى يكون الجو دافئًا وتكون الظروف ملائمة.
- توفير اللوازم الضرورية: قم بإعداد كل ما تحتاجه قبل بدء الاستحمام، بما في ذلك الماء الدافئ ومناشف ناعمة ومستلزمات الاستحمام.
- استخدام منتجات لطيفة على البشرة: اختر منتجات الاستحمام التي تكون لطيفة على بشرة الرضيع وخالية من المواد الكيميائية الحادة.
- التركيز على اللطافة: كن حذرًا ورقيقًا أثناء الاستحمام، وتجنب استخدام قوة زائدة عند تنظيف بشرة الطفل.
- تحضير مكان آمن بعد الاستحمام: بعد الانتهاء من الاستحمام، قم بنقل الطفل إلى مكان دافئ وآمن لتجفيفه وتلبيسه.
في ختام المقال نستنتج أهمية معرفة متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة والاعتناء بتحميمه بطريقة صحيحة. حيث تشير الدراسات إلى أن تأخير عملية الاستحمام لبعض الوقت يحمي بشرة الرضيع الحساسة ويعزز العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تكوين الجهاز المناعي وتجنب الجفاف. يظهر أن هذا النهج الحذر يعزز راحة الطفل ويساهم في تحقيق توازن صحي للبشرة في الأيام الأولى من حياته.