القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم ،ويتسائل البعض عن تاثير القهوة على القولون حيث يبدأ ملايين الأشخاص يومهم بفنجان من القهوة. في حين أنه من المعروف أن للقهوة العديد من الفوائد الصحية المحتملة ، فإن تأثير القهوة على القولون يعد مجالًا للبحث والنقاش المستمر. القولون ، وهو الأمعاء الغليظة ، مسؤول عن امتصاص الماء والإلكتروليتات من البراز وإخراج الفضلات من الجسم.
في السنوات الأخيرة ، حققت العديد من الدراسات في العلاقة بين استهلاك القهوة وصحة القولون. بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل للقهوة يمكن أن يكون له آثار إيجابية على القولون ، وجد البعض الآخر أن الاستهلاك المفرط للقهوة قد يكون له عواقب سلبية. لذلك ، من المهم فهم تأثير القهوة على القولون حسب الدراسات والأبحاث العلمية من أجل معرفة مستنيرة بشأن الاستهلاك الآمن والحفاظ على صحة القولون.
ما مدي تاثير القهوة على القولون؟
عندما يتعلق الأمر بالقولون ، فقد ثبت أن تاثير القهوة على القولون يتراوح بين آثار مفيدة وسلبية محتملة.
على الجانب الإيجابي ، وجدت الدراسات أن القهوة يمكن أن تساعد في تحفيز العضلات الممتدة على طول جدار القولون ، مما يساعد في حركة الأمعاء ويمنع الإمساك. تحتوي القهوة أيضًا على مركبات تدعى البوليفينولات ثبت أن لها خصائص مضادة للاكسدة ، والتي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
ومع ذلك ، يمكن أن يكون للاستهلاك المفرط للقهوة آثار سلبية على القولون. القهوة معروفة بأنها مدر للبول ، مما يعني أنها يمكن أن تسبب الجفاف وتؤدي إلى براز أكثر صلابة ، مما يجعل عملية التخلص من الفضلات من الأمعاء أكثر صعوبة. بالإضافة إلى ذلك ، وجدت بعض الدراسات أن المستويات العالية من تناول الكافيين قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ، خاصةً لدى الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 3 أكواب من القهوة يوميًا.
أما الاستهلاك المعتدل للقهوة (1-3 أكواب في اليوم) فمن غير المحتمل أن يكون تاثير القهوة على القولون سلبيا ، وقد يكون له بعض الفوائد الإيجابية. لذا ، يجب تجنب الاستهلاك المفرط ، لأنه قد يزيد من خطر الإصابة بالجفاف والإمساك وسرطان القولون والمستقيم. كما هو الحال دائمًا ، من المهم التشاور مع أخصائي التغذية لتحديد المستوى المناسب لاستهلاك القهوة بناءً على الحالة الصحية الفردية.
تعرفي علي : الأطعمة الغنية بالكولاجين لتنعمي بصحة بشرتك
هل القهوة تسبب انتفاخ القولون؟
القهوة سائل حمضي بطبيعته حيث لها معامل حمضي يقدر ب( PH =5 ) ،تاثير القهوة على القولون يبدأ برفع حمضية العصارة الهاضمة بالمعدة وربما يساعد في عملية الهضم لدى البعض.
كما أنها تزيد من السائل المراري (العصارة الصفراء) الذي يساعد في هضم الدهون الموجودة في الطعام مما يؤخر افراغ المعدة ويحسن الهضم أيضا مما قد يساعد في الشعور بالامتلاء لفترة اطول خاصة لدى من يقوم بنظام غذائي للتخسيس.
لكن هناك بعض الأفراد يتأثرون سلبيا بارتفاع نسبة الحموضة لأن تاثير القهوة على القولون لديهم تأثير عكسي ربما تفرز لديهم عصارة معدية أكثر من غيرهم وربما نسبة الحمضية أعلى حيث ان زيادة الحموضة قد تسبب ارتجاع المرئ ومتلازمة القولون العصبي وقرحة المعدة والانتفاخات.
ولاحتواء القهوة على الكافيين والعديد من البوليفينولات فإنها تؤثر على الجهاز العصبي وافراز الهرمونات فتزيد من افراز هرمون الجاسترين (هرمون الهضم) الذي يؤدي بدوره الي زيادة حركة الأمعاء مما يؤكد ان تاثير القهوة على القولون قد تسبب عدم ارتياح لدى البعض عقب تناول القهوة ب4 دقائق حسب الدراسات.
اظهرت دراسة تشرت سنة 2006 أن الكافيين يؤثر على الصمام السفلي للمعدة والذي ينتقل عن طريقه الطعام المهضوم للقولون حيث يسبب ارتخاءه مما يؤكد تأثير القهوة على القولون السلبي فيزيد من الاصابة بالغازات والانتفاخات والشعور بالحرقة لدى البعض.
هل القهوة تنظف القولون؟
على الرغم من اختلاف تاثير القهوة على القولون من فرد لآخر من ناحية مدى زيادة حركة الأمعاء تؤكد الدراسات أن القهوة ليس لها علاقة بحدوث الاسهال أو الإمساك المزمن ،ولكن على العكس ربما تقلل من احتمالية الاصابة بالأخير ، حيث زادت بؤرة الاهتمام مؤخرا حول ما يسمى “الميكروبيوم” وهو مجموع البكتيريا والفيروسات والعتائق الحميدة الموجودة في الأمعاء الغليظة والتي تزيد مع استهلاك القهوة حيث ان عملية امتصاص القهوة تنتج احماض دهنية تدخل في تكوين الميكروبيوم المعوي بشكل أساسي وتلعب البوليفينولات دورا في ذلك أيضا.
تاثير القهوة على القولون المتمثل في زيادة الميكروبيوم النافعة والتي تتغذى على النواتج الضارة من الهضم التي لا يستطيع الجسم تكسيرها وبالتالي تساعد على تنظيف الامعاء بشكل طبيعي بالاضافة إلى أنها تنتج مغذيات نافعة كما تحسن من المناعة وتحمي من الميكروبات الضارة.
تعرف علي : التهاب المعدة الأعراض والأسباب والعلاج
نصائح لحماية القولون العصبي من اضرار القهوة:
1- تناول القهوة منزوعة الكافيين : لأن الكافيين الموجود في القهوة هو المسئول الأول عن تاثير القهوة على القولون فإن كان تأثيرا سلبيا فالأفضل تجنب الكافيين في القهوة.
2- الحد من تناول القهوة : ان كنت ممن يفرطون في تناول القهوة فقلل عدد الاكواب يوميا حتى تصل للعدد المناسب لك والذي لا تشعر بأثر سلبي للقهوة على معدتك وقولونك.
3- تغيير طريقة إعداد القهوة : اثبتت بعض الدراسات ان القهوة المعدة بالتخمير البارد يكون معها تاثير القهوة على القولون أقل نسبيا كما أنها ذات مذاق رائع ،ركز على الكيف وليس الكم.
4- لا تتناول القهوة صباحا على معدة فارغة : والذي يؤدي بدوره إلي زيادة هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) الذي يسبب المزيد من الانتفاخات وعدم الارتياح خاصة لدى مرضى متلازمة القولون العصبي.
5- تناول الموز مع القهوة : ينصح الرياضيون بتناول الموز مع القهوة صباحا لأنه يضمن ألا تتناول القهوة على معدة فارغة ،ولكون الموز قلوي بطبيعته فيعادل من الأثر الحمضي للقهوة ويقي من قرحة المعدة والأمعاء.
6- تأكد من عدم خلط القهوة بالحليب : ربما لديك حساسية اللاكتوز (الموجود في الحليب بمشتقاته) والتي اصبحت شائعة مؤخرا بين الكثيرين لذا قد يكون تأثير القهوة على القولون بشكل سلبي سببه الحليب في الاساس وليس القهوة.
7- تناول القهوة بعيدا عن موعد النوم : للحماية من تأثير القهوة على القولون وعملية الهضم وتجنب الاصابة بعسر الهضم او اضطرابات النوم والأرق حيث أن فترة نصف عمر القهوة حوالي 5 ساعات فيفضل عدم تناولها قبل النوم بفترة أقصر من ذلك.
8- اشرب كوب من الماء مع كل فنجان قهوة : لتجنب الجفاف الذي تسببه القهوة وتقليل الحموضة العالية.
9- استبدل القهوة : يوجد مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين بشكل أقل ومريحة للقولون كالشاي الأخضر والأعشاب.
10- تجنب المحليات الصناعية : عند إعداد فنجان قهوتك في الصباح لا تستخدم المحليات خاصة التي تحتوي على السوربيتول لأن الجسم يعجز عن تكسيرها بسهولة مما يتسبب في عسر هضم وانتفاخات.
يعد تاثير القهوة على القولون محل جدل كبير لتعدد النظريات حيال تناولها. بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الاستهلاك المعتدل للقهوة يمكن أن يكون له آثار إيجابية على القولون ، مثل المساعدة في حركة الأمعاء وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون ، فإن الاستهلاك المفرط قد يكون له عواقب سلبية ، مثل الجفاف والإمساك وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وعلينا ملاحظة أن العوامل الفردية ، مثل العمر والجنس والصحة العامة والوراثة ، يمكن أن تلعب جميعها دورًا في كيفية تاثير القهوة على القولون. لذلك ، من المهم التشاور مع أخصائي الرعاية الصحية لتحديد المستوى المناسب لاستهلاك القهوة بناءً على العوامل الصحية الفردية.
من غير المحتمل أن يكون لاستهلاك القهوة المعتدل (1-3 أكواب في اليوم) تأثير سلبي كبير على القولون وقد يكون له بعض الفوائد الإيجابية ، ولكن يجب الحذر من الإفراط في الاستهلاك. كما هو الحال مع أي مكون غذائي ، من الضروري تحقيق التوازن بين الفوائد والأضرار المحتملة واتخاذ قرارات سليمة بشأن استهلاك القهوة للحفاظ على حالة القولون المثالية.
