إنّ إضافة مولود جديد إلى العائلة يمكن أن يكون تجربة ممتعة ومليئة بالحب والفرح، ولكنها قد تكون صعبة أيضًا على الأطفال الأكبر سناً حيث تلاحظ العائلة غيرة الطفل من المولود الجديد الذي يشعر بالإنزعاج من هذا التغيير الكبير في حياته. فعندما يشعر الطفل بأنّ المولود الجديد يستحوذ على اهتمام وحب الأهل، فقد يصبح غيوراً وعنيداً، وقد يحاول جذب الانتباه بأي طريقة ممكنة.
يعتبر التعامل مع الطفل الغيور والعنيد تحديًا كبيرًا للوالدين، حيث يتطلب الأمر الصبر والتفهّم والإيجابية. فالوالدان يحتاجان إلى توفير الاهتمام والحب والرعاية لكل الأطفال، بالإضافة إلى إيجاد طرق لتخفيف الغيرة و تعديل سلوك الطفل العنيد.
لذلك، يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على علامات غيرة الطفل من المولود الجديد، وكيفية التعامل مع الطفل الغيور والعنيد بطرق فعّالة وإيجابية، بما يساعد الوالدين على تخفيف الضغوط والحفاظ على علاقة صحية ومستقرة مع أطفالهم.
متى تبدأ الغيرة عند الأطفال؟
تبدأ الغيرة عند الأطفال عادةً في سن مبكر، حيث يصبح الطفل حساسًا لانتباه ورعاية الآخرين حوله، وخاصةً عندما يشعر بأنها تقترب من الشخص الذي يحبه أو من الشخص الذي يعتبره ملكه الحصري، مثل الأبوين أو الجدة أو الجد. ويمكن أن تزداد الغيرة عند الطفل عندما يولد طفل آخر في العائلة، أو عندما ينتقل الطفل إلى مرحلة جديدة من التعليم أو النمو، أو عندما يتعرض لمواقف يشعر فيها بالإهمال أو عدم الاهتمام بشأنه. لذلك، ينبغي على الأهل الانتباه إلى مشاعر غيرة الطفل من المولود الجديد ومعالجتها بشكل صحيح وإيجابي لتجنب الآثار السلبية المحتملة.
هل يشعر الطفل بقدوم طفل جديد؟
نعم، يمكن للطفل الشعور بقدوم طفل جديد في الأسرة، ويمكن أن يشعر بالتغييرات التي تحدث في البيئة المحيطة به. ومن الممكن أن يشعر بالغيرة والإحباط لأنه لم يعد مركز اهتمام الأهل بشكل حصري كما كان في السابق.
للتخفيف من هذه المشاعر السلبية، يمكن للأهل التحدث مع الطفل بصراحة عن الوضع الجديد والشعور بالحب والاهتمام نحوه، وكذلك مساعدته على المشاركة في الاهتمام بالطفل الجديد. يمكن أيضاً تقديم الهدايا والجوائز للطفل الأكبر لتشجيعه على الاهتمام بالطفل الجديد وتعزيز العلاقة بين الأخوة والأخوات.
علامات غيرة الطفل من المولود الجديد
قد تتباين علامات غيرة الطفل من المولود الجديد باختلاف الأطفال وأعمارهم وتجاربهم السابقة، ومن العلامات الشائعة للغيرة عند الأطفال من المولود الجديد:
1- التصرفات العدوانية: مثل الصراخ والبكاء والعناد والضرب.
2- الانطواء: يمكن للطفل أن يترك اللعب ويعتزل بمفرده بدلاً من الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية مع الآخرين.
3- التصرفات الانتقامية: مثل الحرمان والإفساد في الأشياء أو الأنشطة.
4- تحديد الأولويات: قد يطلب الطفل الكثير من الاهتمام والرعاية الحصرية من الوالدين ويحاول تحديد الأولويات ليشعر بالراحة والأمان.
5- البكاء المتكرر: قد يشعر الطفل بالحزن والضيق ويبكي كثيرًا، ويمكن أن ينام أقل من المعتاد.
للتعامل مع علامات غيرة الطفل من المولود الجديد، ينبغي على الأهل توفير الوقت والمساحة للتعامل بشكل فردي مع الطفل الكبير، وتشجيعه على المشاركة في رعاية المولود الجديد، كما يمكن تقديم الألعاب والنشاطات الترفيهية لتشجيع الطفل على المشاركة في الحياة العائلية بشكل إيجابي.
تعرف على : نوبات الغضب عند الاطفال
كيفية التعامل مع الطفل الغيور والعنيد
يمكن أن يكون التعامل مع الطفل الغيور والعنيد تحديًا، ولكن يمكن تخفيف الأمر عن طريق اتباع بعض الإرشادات التالية:
1- تحديد الأسباب: ينبغي تحديد أسباب غيرة الطفل من المولود الجديد، ومن ثم التعامل معها بشكل ملائم. حيث يمكن الحديث مع الطفل وتفسير الأسباب التي تجعله يشعر بهذه الأحاسيس ومحاولة تهدئته.
2- الصبر والتفهم: يجب على الأهل أن يتحلى بالصبر والتفهم مع الطفل وعدم الرد بالغضب عندما يظهر العناد أو الغيرة. يمكن محاولة إيجاد حلول وسط لمشكلات الطفل.
3- تقديم الاختيارات: يمكن للأهل تقديم خيارات للطفل ومنحه حرية الاختيار والتحكم في بعض الأمور، حيث يمكن أن يشعر الطفل بالتحكم والاستقلالية.
4- تعزيز الثقة بالنفس: يمكن تعزيز ثقة الطفل بنفسه عن طريق التشجيع على الإنجازات والنجاحات، والتركيز على الإيجابيات بدلاً من السلبيات.
5- الاستماع والتواصل: يجب على الأهل الاستماع إلى الطفل والتحدث معه بصراحة وتواصل معه بشكل جيد، والتفاعل معه بطريقة إيجابية.
6- توفير الحب والاهتمام: يجب على الأهل توفير الحب والاهتمام الكافي للطفل، وإظهار له الدعم والتشجيع، وتذكيره بأنه محبوب ومهم بالنسبة للأسرة.
يتطلب التعامل مع الطفل الغيور والعنيد الصبر والتفهم، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد لتحقيق التحسن.
تعرف علي : كيفية التعامل مع الطفل الحركي والعنيد
باختصار إن غيرة الطفل من المولود الجديد تجربة مهمة ومليئة بالتحديات للوالدين والأطفال على حد سواء. فالطفل الأكبر سناً قد يشعر بالغيرة والانزعاج من هذا التغيير الكبير في حياته، ولكن بإيجاد الطرق الصحيحة للتعامل معه، يمكن للوالدين تخفيف الضغوط والحفاظ على علاقة صحية ومستقرة مع أطفالهم.
لذلك، يجب على الوالدين توفير الاهتمام والحب والرعاية لجميع الأطفال، وإيجاد طرق فعالة لتخفيف الغيرة والتعامل مع سلوكيات الطفل العنيدة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الوالدين البحث عن الموارد اللازمة لمساعدتهم في التعامل مع هذا التحدي، سواء عن طريق الاستشارة مع الخبراء أو البحث عن الموارد المتاحة عبر الإنترنت.
في النهاية، يجب أن يتذكر الوالدين أنّ هذه التجربة قد تكون صعبة في البداية، ولكن مع الصبر والتفهّم والإيجابية، يمكنهم التغلب على هذه التحديات والاستمتاع بحياة عائلية صحية ومستقرة.