من الظواهر الشائعة للأم المرضعة عندما تتعرض للاحتقان في ثدييها بعد الولادة، حيث يعتبر الثديان المنتفخان والمؤلمان مصدر قلق للكثير من النساء اللواتي يخضن تجربة الرضاعة الطبيعية. ويأتي احتقان الثدي كنتيجة لزيادة تدفق الدم والحليب في الثديين، مما يؤدي إلى امتلاء الأنسجة وإنتفاخها.
تجدر الإشارة إلى أن احتقان الثدي لدى الأم المرضعة ليس بالضرورة مؤشرًا على وجود مشكلة صحية خطيرة، لكنه يتطلب اهتماماً وتدابير علاجية فورية.
هدف هذا المقال هو توضيح أفضل الطرق لـ علاج احتقان الثدي للمرضعة، بما يساعد على تخفيف الألم والتورم، وتسهيل عملية الرضاعة الطبيعية. سنلقي نظرة على أسباب احتقان الثدي ونستعرض الإجراءات وطرق العلاج الفعّالة بشكل طبيعي وتقليدي التي يمكن اتباعها في هذه المرحلة الحساسة، بما يساهم في توفير تجربة رضاعة مريحة وناجحة للأم والطفل.
ما هو احتقان الثدي الذي يحدث للأم المرضعة بعد الولادة؟
بعض الأمهات حديثين الولادة يحدث لهم تضخم وإنتفاخ للثديين مصاحب بآلام شديدة وهو ما يسمي باحتقان أو تورم الثدي، يحدث هذا الإحتقان عادة بعد أيام قليلة من الولادة بسبب التراكم المفرط للحليب، حيث يبدأ الجسم بتحضير الثديين لإنتاج وتخزين الحليب لتلبية احتياجات الطفل الرضيع.
هذه الزيادة في الحجم والتورم قد تسبب شعورًا بالتوتر والألم في الثديين بالإضافة إلي ظهور الثدي منتفخاً ولامعاً ومشدوداً، وقد يكون الجلد دافئاً أو تشعريين بالسخونة عند لمسة، ويكون الإحتقان أكثر شيوعاً عند الأمهات اللائي عانين من زيادة سريعة في إدرار الحليب.
ومن رحمة الله علي الأم أن حدوث احتقان الثدي يكون لفترة مؤقتة يمكن التعامل معه والتحكم فيه بفاعلية من خلال متابعتك لمقالتنا علاج احتقان الثدي للمرضعة التي ستوفيكى بكل ما يخص هذا الأمر.
أسباب احتقان الثدي لدي الأم المرضعة
يوجد العديد من العوامل والأسباب التي قد تؤدي إلى احتقان الثدي بعد الولادة إليكي عزيزتي أهم الأسباب الشائعة:
- تأخر الأم في الرضاعة الطبيعية: حيث هناك إعتقاد من بعض الإمهات بأن الحليب يكون ضاراً في الفترات الأولى ويقومون بتقديم السكر أو الماء فقط للمولود وهذا خطأ، لأنه يتسبب في تراكم الحليب في هذه الفترة وبالتالي احتقان وتضخم الثدي.
- عدم تفريغ الثدي من الحليب بشكل كامل: من اليوم الثالث بعد الولادة نجد أن الأم تشعر بتدفق كبير للحليب، والمولود في الأيام الأولى من الولادة يرضع قليلاً، في هذه الحالة قد يتراكم الحليب في القنوات الثديية ويسبب احتقان مؤلم، لذا يجب علي الأم المرضعة أن تفرغ الحليب بشكل كافٍ من صدرها بعد الرضاعة الطبيعية.
- احتباس السوائل: يمكن أن يؤدي تراكم السوائل في الثديين إلى احتقان، وقد يكون هذا نتيجة لتغيرات في مستويات الهرمونات بعد الولادة.
- تورم الأوعية الدموية والأنسجة: قد تزداد الدورة الدموية في منطقة الثديين بعد الولادة مما يسبب تورمًا واحتقانًا في الأنسجة والأوعية الدموية.
- التهاب الثدي (mastitis): يمكن أن يسبب التهاب الثدي الذي يحدث بسبب العدوى أو التهيج احتقانًا والم.
- ضغط غير مناسب على الثدي: ارتداء ملابس ضيقة أو استخدام حمالات الصدر ذات الحجم غير المناسب يمكن أن يزيد من الضغط على الثدي ويسبب احتقان.
- تكوين اللبن والكولوستروم (colostrum): تكوين اللبن والكولوستروم في الثديين بعد الولادة قد يؤدي إلى احتقان وانتفاخ مؤقت.
- الأم العاملة: أغلب الأمهات العاملة تعتمد علي الرضاعة الصناعية أثناء فترات العمل وبالتالي احتباس الحليب وتراكمه داخل الثدي مما يؤدي إلى حدوث احتقان.
أعراض احتقان الثدي لدي الأم المرضعة
احتقان الثدي لدى الأم المرضعة قد يترافق مع مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تكون غير مريحة وتؤثر على راحتها، إليك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر مع احتقان الثدي:
- انتفاخ الثديين وتورمهم: زيادة في حجم الثديين وتورمهم والشعور بالثقل في منطقة الصدر والإحساس بالمضايقة عند تحركهما يميناً أو يساراً بسبب تراكم الحليب والانتفاخ في الأنسجة.
- احمرار الثدي وسخونته: يمكن أن يصبح الثدي أحمراً وساخناً بالإضافة الي ظهور الجلد لامعاً بسبب التورم والتهيج.
- ألم وحساسية في الثدي: قد تشعر الأم بألم أو حساسية عند لمس الثدي أو خلال الرضاعة.
- جلد مشدود: الثدي يمكن أن يكون مشدودًا بشكل غير طبيعي بسبب الانتفاخ وتراكم الحليب.
- تشدد الحلمة: تصبح الحلمة أكثر تشددًا وقد تظهر عليها تشققات خفيفة.
- صعوبة في الرضاعة: قد تجد الأم صعوبة في إرضاع الطفل بشكل صحيح بسبب الألم والانتفاخ في الثدي.
- إفرازات الحلمة غير الطبيعية: قد يلاحظ بعض النساء إفرازات من الحلمة تتغير في اللون أو القوام.
- شعور بالتعب والاكتئاب: قد تؤثر هذه الأعراض على الحالة المزاجية وتسبب شعورًا بالتعب والاكتئاب.
من المهم أن تشعر الأم بالراحة والدعم خلال هذه الفترة ممن هم معها.
تعرفي على : أفضل حليب للأطفال لا يسبب اسهال لتغذية صحية دون مخاطرة
الخطوات الفعّالة لـ علاج احتقان الثدي للمرضعة
إليك بعض الخطوات الواجب مراعتها لــ علاج احتقان الثدي للمرضعة والتخفيف من الآلام الناجمة عنه:
- الرضاعة الطبيعية بشكل منتظم: ارضعي طفلكِ بشكل منتظم من ساعة إلى ثلاث ساعات بحد أقصى، حتى إذا اضطررتِ إلى إيقاظه من أجل الرضاعه بشرط أن يكون أخر رضعه له مضي عليها ثلاث ساعات، فرضاعة الطفل بشكل متكرر تساعد على تفريغ الثدي وتقليل احتقانه. ويمكنك معرفة كم تبلغ عدد مرات الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة؟
- تدليك الثدي وتحفيز تدفق الحليب: قومي بتدليك الثدي بلطف قبل الرضاعة لتحفيز تدفق الحليب وتخفيف الاحتقان.
- إستخدامي أصابعك لتدليك الثديين أثناء الرضاعة من خلال تمريرهم من أعلى لأسفل لتحثي كل الحليب بداخل الثدي على الخروج وتفادي احتباسه.
- قومي بتدليك الثديين بحركات دائرية بأطراف أصابعك أو براحة يدك.
- قومي بتحريك الثدي بلطف شديد عكس عقارب الساعة ثم في اتجاه عقارب الساعة.
- قومي برفع الثدي لأعلى بلطف ثم لأسفل عدة مرات.
- قومي بتحريك الثدي لليمين برفق ثم إلي اليسار عدة مرات.
- الكمادات الدافئة أو الباردة: تعد الكمادات واحدة من أفضل الطرق لتخفيف احتقان الثدي.
- الكمدات الدافئة: استخدامي منشفة دافئة أو زجاجة ماء ساخنة ملفوفة في منشفة وضعيها على الثدي لبضع دقائق قبل الرضاعة لتوسيع الأوعية الدموية وتخفيف الألم والانتفاخ وتسهيل تدفق الحليب.
- الكمدات الباردة: استخدمي كمادات باردة أو إربة مثلجة أو كيس من الثلج وضعيها علي ثدييكِ بعد الرضاعة لمدة 15 : 20 دقيقة لتقليل الاحمرار والالتهاب والتورم
- الإستحمام بماء دافئ :عند وقت الإستحمام يفضل استخدام الماء الدافئ فهو يعمل على تقليل الاحتقان.
- التأكد من وضع الطفل بشكل صحيح: من الضروري أن يتم وضع الطفل بشكل صحيح على الثدي أثناء الرضاعة، ويجب تبديل أوضاع مختلفة أثناء الرضاعة وتأكدي بأن يكون فم الطفل مشدودًا بإحكام حول الحلمة والهالة لكي تكون الرضاعة فعالة وكاملة.
- إفراع الثدي من الحليب: إفرغي ثدييكِ من الحليب بواسطة اليد أو عن طريق مضخة الحليب لتخفيف الإحتقان في حالة عدم إرضاع طفلكِ.
- إفراع القليل من الحليب: إفرغي القليل من الحليب سواء باليد أو باستخدام المضخة لتخفيف احتقان الثدي قبل الرضاعة الطبيعية حيث تعمل تعمل هذه التجربة علي تلين الثدي والهالة والحلمة.
- الرضاعة من الجانب المصاب: قومي برضاعة طفلك من الجانب المصاب بالاحتقان لإزالة الحليب، حتي تسمحي للثدي أن يتحرك بحرية دون مضايقتك، بجانب هذا لاتعتمدين على ثدي واحد فقط استبدلي الثدي في كل مرة للرضاعة حتى لا يصاب الآخر بالاحتقان والتحجر.
- حملات الصدر الداعمة: ارتدي حمالة صدر مريحة ومناسبة لحجم ثدييكِ وتجنبي الضيق، وتأكدي من أنها لا تضغط بشكل زائد على الثدي حتى لا تعمل الحركة أو الاحتكاك بالملابس على الشعور بالألم، ولا تستخدمي حمالة الصدر التي يوجد بها حديد.
- الراحة والتغذية السليمة: تعد الراحة والتغذية السليمة عاملين مهمين لتخفيف احتقان الثدي حيث يجب على الأم المرضعة أخذ قسط كافٍ من الراحة وضمان تناول وجبات صحية ومتوازنة.
- استخدام الأدوية: قد يقترح الطبيب استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الاحتقان، مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهابات. يجب استخدامها وفقًا لتوجيهات الطبيب وبحذر.
- مراجعة الطبيب: في حال استمرار الأعراض وتفاقمها وظهور أعراض أخرى مثل الشعور بارتفاع الحرارة والرعشة واحمرار الجلد، فيجب على الأم مراجعة الطبيب فورًا.
دائمًا تأكدي من مراقبة حصتك وصحة طفلك والتحدث مع طبيبك المختص في حالة وجود أي قلق بشأن صحة الطفل أو الثدي.
تجارب بعض الأمهات لـ علاج احتقان الثدي للمرضعة
تجربة (1)
ورق الكرنب: بعض الأمهات اللذين يبحثون عن علاج احتقان الثدي للمرضعة قامو بتجربة ورق الكرنب المثلج بهذه الطريقة :
- تجهيز ورق الكرنب ووضعه في الفيرزر.
- ثم وضعه علي الثدي وليس الحلمات لمدة 20 دقيقة.
- ارتداء حمالة الصدر لتحمله.
تجربة (2)
تحكي أم مرضعة حديثه بتجربة لها مع علاج احتقان الثدي للمرضعة: بعد تجربة أكثر من طريقة علاج هناك طريقة آتت بثمرها معي ألا وهي التدليك تحت الماء الساخن عدة مرات يومياً بالإضافة الى تناول بعض الأدوية التى وصفها لي الطبيب المتابع لحالتي والرضاعة الطبيعية بشكل دوري، وتأكدي يا عزيزتي عندما يبدأالطفل بالنمو وتتسع معدته ستختفي هذه المشكلة نهائياً، بل سوف تجدين ثديك طرياً وفي بعض الأحيان ستضطرين إلي تناول السوائل بكميات أكبر لتزيدي من كمية الحليب الموجوده في ثدييك من أجل تلبية احتياجات طفلك.
أهم الأسئلة الشائعة حول علاج احتقان الثدي للمرضعة
ما هي المدة التي يستمر فيها علاج احتقان الثدي للمرضعة؟
هل يمكن أن يؤدي إهمال علاج احتقان الثدي للمرضعة إلى الإصابة؟
كيف يمكنني الوقاية من احتقان الثدي؟
هل هناك أي علاجات منزلية لاحتقان الثدي للأم المرضعة؟
هل يمكنني الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خلال فترة علاج احتقان الثدي؟
في النهاية يعد علاج احتقان الثدي للمرضعة أمرًا بالغ الأهمية لضمان تجربة رضاعة ناجحة ومريحة للأم والطفل. حيث أن توفير الراحة والتخفيف من الألم والتورم أمور أساسية لتحقيق عملية الرضاعة بدون مضايقات للأم .
باعتبارها مرحلة حساسة من فترة ما بعد الولادة يجب على الأم متابعة هذه الإرشادات واتباع الخطوات الصحيحة للتعامل مع علاج احتقان الثدي للمرضعة حيث ستستطعين من تقليل الأعراض وتحسين تجربة الرضاعة الطبيعية.
من الضروري متابعة ومراقبة الحالة بصورة مستمرة وفي حال استمرار الأعراض أو تفاقمها يجب استشارة الطبيب المعالج لتقييم الحالة بشكل دقيق.