أعضاء مجلس النواب الأميركي صوتوا بالأغلبية يوم الثلاثاء لصالح عزل كيفن مكارثي رئيس المجلس من منصبه، وهي خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة.
وتم عزل عضو الكونغرس كيفن مكارثي من منصب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بعد أن صوت 216 من الأعضاء لصالح حجب الثقة، بينما عارضها 210.
أبدى المتشددون في الحزب الجمهوري رفضهم لمكارثي بسبب تعاونه مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير اتفاق مؤقت حول الموازنة، الذي يضمن تمديد التمويل الفيدرالي حتى 17 نوفمبر/تشرين الثاني، بهدف تجنب أي إغلاق حكومي.
أسباب عزل كيفن مكارثي
بالنظر إلى أسباب عزل كيفن مكارثي يرى بولجير أن مكارثي جنى ثمار ما زرعه من خلال تحالفه مع الأقلية داخل الحزب الجمهوري بهدف الوصول إلى رئاسة مجلس النواب في بداية يناير/كانون الثاني 2023. حيث كان لديه مدة عشرة أشهر ليبني تحالفات داخل حزبه ومع الديمقراطيين لكنه لم ينجح في ذلك.
أوضح أن الحزب الديمقراطي يعارض بشدة أن يتصدر مكارثي منصب رئاسة مجلس النواب، مشيرًا إلى أن نتيجة هذا التصويت تاتي منطقية نتيجة اختلاف مواقفه عن مواقف الحزب وإلقاء اللوم عليه. وأوضح أيضًا عدم احتمالية أن يكون زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز رئيسًا لمجلس النواب لعدم حصوله على الأصوات الكافية.
من جهة أخرى أشار فايفل إلى وجود غالبية ضئيلة لصالح الجمهوريين وعدم قدرتهم على الوصول إلى أي حل في الأمد القريب. وأوضح أن “لا أحد يرغب في تولي هذا المنصب، وأن أي شخص سيتخذه بديلاً يجب أن يكون لديه قدرة كبيرة على تحمل الضغوط”.
اقرأ أيضاً:
في يوم القهوة العالمي … لماذا سيختفي مشروبك المفضل قريبا؟
هل يؤثر عزل كيفن مكارثي علي حظوظ الجمهوريين في رئاسيات 2024؟
أجمع ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أن الحزب الجمهوري يعتبر الخاسر الأبرز جرّاء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية، والتي كان آخرها عزل رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، في سابقة برلمانية تاريخية.
وفي حين أشار المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجير إلى وجود حالة من الفوضى والتخبط داخل الحزب الجمهوري، دعا المخطط الاستراتيجي السابق في الحزب مارك فايفل،القيادة في حزبه إلى توحيد الصفوف ومنع تكرار سيناريو الخسائر المتتالية في الانتخابات الأخيرة.
وأشار بولجير الذي كان مدير مكتب السيناتور جو بايدن خلال فترة توليه منصب السيناتور، إلى أن الجمهوريين أضاعوا فرصة لتنظيم صفوفهم. وأكد على أن الديمقراطيين يملكون الآن الفرصة للعمل بشكل هادئ على خططهم، بهدف إظهار قدرتهم على التعامل مع الأزمات وإدارة الشؤون، بما في ذلك صرف رواتب الموظفين في الوقت المناسب، وهو ما فشل في تحقيقه الجمهوريون.
وأكد الضيف خلال مداخلته في الحلقة المُذاعة في (4 أكتوبر 2023)، على أهمية أن يكون الديمقراطيون مدركين للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. ودعا إلى تذكير الشعب الأميركي خلال حملاتهم الانتخابية القادمة بما جرى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليسلط الضوء على الخلافات الداخلية في الحزب الجمهوري.
من ناحيته أوضح فايفل أن التوقيت الحالي يعد مناسبًا بالنسبة للجمهوريين للاستفادة من الرسالة، خصوصًا مع تراجع شعبية الرئيس الحالي جو بايدن. وأشار إلى عدة قضايا بما في ذلك التضخم التي تعد ميزة لصالح الجمهوريين، ولكنهم يواجهون تحديات داخلية بسبب الخلافات. بالإضافة إلى ذلك التعامل مع اتهامات بالاحتيال المالي التي وجهت للرئيس السابق دونالد ترامب.
ووجه نداءً لضرورة تحقيق التوحيد وجمع جميع الفصائل داخل الحزب الجمهوري، خاصةً مع وجود سنة ونصف تقريبًا قبل أن يحين وقت “إقناع الناخبين بأن الديمقراطيين ليسوا الخيار الأمثل”. لكنه أشار إلى أن الجمهوريين يشعرون بالإرهاق من سلسلة الهزائم في الانتخابات السابقة مثل الانتخابات النصفية والرئاسية وغيرها.