تشهد العلاقات بين السعودية وسنغافورة تعاونًا وثيقًا في مجموعة متنوعة من المجالات، نظراً لحجم اقتصاد كل منهما وللموقع الإستراتيجي المميز لهما في قارتي آسيا وأوروبا.
وتشمل هذه المجالات: التجارة والاستثمار والتمويل والجمارك والأعمال والأمن والموارد المائية والبيئة ووسائل النقل والتعليم، والصحة.
وسبق وأن تم توقيع الاتفاقية العامة للتعاون بين السعودية وسنغافورة، والتي تسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتعاون التقني والسياحة والتبادل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير البنية التحتية.
يجدر بالذكر أن السعودية أصبحت أكبر شريك تجاري لسنغافورة في منطقة الشرق الأوسط في عام 2006، وأصبحت وجهة مفضلة للاستثمارات السنغافورية في المنطقة.
تعرف علي : “البحر الأحمر الدولية”: توقعات بجذب 450 ألف زائر سنوياً في مرحلتها الأولى
في عام 2022 شهدت العلاقات التجارية بين السعودية وسنغافورة زيادة كبيرة في حجم التبادل التجاري مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ حوالي 45.2 مليار ريال سعودي، مسجلة بذلك نمواً يقدر بحوالي 50٪ مقارنة بالعام الذي سبقه.
وبالإضافة إلى نمو الاقتصاد السعودي، فقد رافقتها سنغافورة بنمو اقتصادي قوي وتعتبران من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم. ويُعتبر أداء اقتصاد سنغافورة عادة مؤشرًا على التفاعل الدولي نظرًا لاعتمادها على التجارة مع دول العالم.
وفي عام 2022 شهد الاقتصاد السعودي نموًا ملحوظًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.7٪، وهذا المعدل يُعد من بين أعلى معدلات النمو عالميًا في العام السابق، على الرغم من التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الدول على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
هذا الأداء تجاوز توقعات المنظمات الدولية التي قدرت بزيادة قدرها 8.3% في أفضل السيناريوهات المتوقعة. وبالتالي يُعتبر معدل النمو الحالي هو أعلى معدل سنوي تم تحقيقه في السعودية على مدى العقد الأخير.
وتمثل رؤية المملكة 2030 مصدرًا للعديد من المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها، وتقدم هذه المشاريع فرصًا كبيرة للجانب السنغافوري للاستفادة منها والاستثمار فيها. تُعد هذه الفرصة محط تطلع جمهورية سنغافورة إليها بشدة.
وتعكس مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين البلدين التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية. وقد وقعت وزارة الاستثمار مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون وتسهيل الاستثمارات بين الشركات السنغافورية والشركات السعودية. بالإضافة إلى ذلك تم توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بفرص التدريب والتطوير في المملكة تعكس التزام البلدين بتطوير وتعزيز المهارات والتعليم.
كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بفرص الاستثمار في قطاع التعليم بالإضافة إلى مذكرة تفاهم تغطي مختلف القطاعات مثل الموانئ والنقل والخدمات اللوجستية. كما تم توقيع مذكرة تفاهم تستهدف تطوير الاستثمار في صناعات متنوعة مثل الرياضة والصحة واللياقة البدنية.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من الشركات السعودية قامت بإنشاء مكاتب في سنغافورة للتعامل محلياً ودولياً ولممارسة أنشطة الاستثمار والتجارة. وتشمل هذه الشركات كل من شركة الزامل للصلب وشركة الخطوط الجوية السعودية، بالإضافة إلى الشركات الحكومية الكبيرة مثل شركة سابك وأرامكو.