من بائعة بسيطة تفخر بماضيها إلى نجمة تتلألأ في سماء الغناء الشعبي المصري، شقت رحمة محسن طريقها بخطوات واثقة وسريعة كالصاروخ، لتصبح خلال فترة وجيزة واحدة من أبرز الأصوات النسائية التي سحرت الجمهور وفرضت نفسها بقوة على ساحة الفن.
رحلة صعود خاطفة جعلت اسمها يلمع في عالم الفن، بين نجاحات نالت إعجاب الجمهور وشائعات وأحاديث لم تهدأ حولها. فمن هي رحمة محسن التي خطفت الأضواء وأثارت الجدل؟
في هذا التقرير، يستعرض «فريق إيجاز» 26 معلومة تكشف محطات حياتها كما روتها بنفسها في برنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب، يونيو 2025.
تعرف على: لحظات إنسانية للشيخ صالح الفوزان
من قلب القاهرة بدأت الحكاية… عام 1993 وُلدت رحمة محسن، لتشق طريقها بخطوات واثقة نحو عالم الأضواء. لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، لكنها آمنت بموهبتها مبكرًا، فاعتلت خشبة مسرح البالون وهي في الثانية عشرة من عمرها، وقدّمت بصوتها العذب أغنيات مع فرقة الإنشاد الديني، قبل أن تواصل شغفها بدراسة الموسيقى أكاديميًا في المعهد العالي للموسيقى العربية.
ورغم أن الفن كان حلمها الأول، إلا أن الواقع قادها إلى تجربة مختلفة تمامًا؛ إذ عملت بائعة قهوة بسيارتها في الشيخ زايد و6 أكتوبر، تقدّم القهوة بابتسامة لا تعرف الخجل. تقول رحمة بفخر: “أنا أُقدّر أي عمل شريف”، مشيرة إلى أن كثيرًا من الفنانين والإعلاميين كانوا زبائنها الدائمين.
مرت بسنوات من الابتعاد عن الغناء بسبب ظروف حياتية وشخصية، لكنها عادت بقوة لتواصل حلمها، متجاهلة حملات التنمر والهجوم على ماضيها، مؤكدة أن نجاحها هو ثمرة جهد وتوفيق من الله.
كانت البداية الحقيقية لانتشارها عبر تيك توك، حيث جذبت مقاطعها الغنائية القصيرة ملايين المشاهدات ومهدت لانطلاقتها الجماهيرية.
وفي أكتوبر 2024، طرحت أول كليب لها بعنوان «اسند ضهرك واقعد اتفرج»، والذي تصدّر تريند الموسيقى على «يوتيوب» لأسبوعين متتاليين محققًا أكثر من 3 ملايين مشاهدة في أيامه الأولى.
ثم جاءت مشاركتها في رمضان 2025 بمسلسل «فهد البطل» مع أحمد العوضي لتضعها في دائرة الضوء من جديد، خصوصًا بعد أن قدمت خلاله أغنيات لاقت صدى واسعًا مثل «حفلة تنكرية» و«قهرة قلبي» و«اوعى تسبيني». كانت «حفلة تنكرية» نقطة التحول التي رسخت اسمها في عالم الغناء الشعبي.
تعترف رحمة بانتمائها الكبير للنادي الأهلي، وتعبّر عن تقديرها للفنان أحمد العوضي الذي دعمها وآمن بموهبتها. وبعد تداول شائعات حول ارتباطهما، اكتفت بالتأكيد على احترامها له فنيًا، رافضة الخوض في حياتها الخاصة.
في أعمالها، تلتزم رحمة بتقديم أغنيات خالية من الألفاظ غير اللائقة، مؤكدة أن احترام الجمهور هو أولويتها الفنية، وتحافظ على تواصل مستمر مع متابعيها عبر السوشيال ميديا من خلال بث مباشر وفيديوهات من حفلاتها وأعمالها الجديدة.
أما على الصعيد الشخصي، فقد تحدثت عن فقدانها للوزن بعد تعديل نظامها الغذائي وإجراء بعض اللمسات التجميلية البسيطة لتناسب ظهورها أمام الكاميرا.
وفي منتصف 2025، تعرضت لأزمة صحية بسبب ضغط العمل، نُقلت على إثرها إلى المستشفى، لكنها سرعان ما استعادت نشاطها لتشارك بعد فترة وجيزة في احتفالية «في حب مصر» بمدينة 6 أكتوبر، حيث شهد الحفل لحظة إنسانية مؤثرة عندما صعد أحد معجبيها — الذي كان زبونًا سابقًا في عربة القهوة — ليعبر عن فخره بها، فشكرته أمام الجمهور وسط تصفيق حار.
وفي ختام العام، أعلنت رحمة مشاركتها مجددًا مع أحمد العوضي في مسلسل «على كلاي» المقرر عرضه في رمضان 2026، لتؤكد استمرار صعودها في عالم الفن.
واليوم، يتابعها أكثر من 1.2 مليون متابع على «إنستجرام»، كدليل على الشعبية الجارفة التي حققتها بفضل موهبتها واجتهادها وإصرارها على أن تكون قصتها مثالًا حيًا على أن الإصرار يصنع النجوم.


