إن إنبهار شبابنا بالغرب الملحد لا يتوقف عند مسار واحد ، ..
بل .. لقد صار تتبع سننهم ضربا من ضروب الخيال فى عالم يعج بأفكار جنونية ..!
تتنحى عندها كل الجوانب المشرقة فى تاريخنا المزهر ، دون أدنى محاولة للعودة لتلك الحضارة الغابرة … ولو بخطى حثيثة ..!
فإحتفال بعض شبابنا ب الكريسماس
ما هو إلا محاولة يائسة للخروج من حالة الملل اللامتناهية بسبب الفراغ القاتل الذى سيقوا إليه رغما عنهم .. !
فى الوقت الذى يتقاتل فيه بعض مدعى العلم حول مسألة اللحية هل هى سنة .. أم فريضة .. .. وهل إسبال الثياب إلى ما دون الكعبين .. يدخل صاحبه النار .. حتى لو كان يقيم الليل ويصوم النهار … !؟؟
أظن أنهم لو كرثوا جهدهم وكتبهم فى العودة بشبابنا من مخيمات التغريب إلى واحات ديننا اليابسة .. لأخضرت ..
ولأصبحوا نواة حقيقية لحضارة تصنع مستقبلا كان لها ماض مشرق..!
يتركون الشباب طيلة العام بين أفخاذ قنوات العهر ، وبرامج التغريب ، يعاونهم نظام تعليمى فاشل .. لا يري ضيرا فى جلوس البنت إلى جوار الولد متسكعة فى بهرجها ، دون أدنى محاسبة من معلم مؤدب ، أو أب ينفى عن نفسه الدياثة ..!
ثم يتذكرونهم فى نهاية العام ليقيموا الدنيا ولا يقعدوها فى جدال بغيض
هل يجوز تهنئة النصارى … أو .. هل يصح الإحتفال بأعياد ميلاد المسيح المزعومة .. !!؟
أنا هنا لا أنكر سنية اللحية ووقارها ، ولا أقول بترك السنة الظاهرة … ولا أقول بتقصير العلماء فى دفع الراية علياء .. لكنى أعيب على بعضهم ممن أتيحت له فرصة التحرك .. ثم لم يتحرك .. أو الكلمة .. ثم لم يتكلم !
وإننى فى الوقت نفسه لن أكفر مسلما يقول على موت نصرانى أنه شهيد … !
فقد دفعه الجهل .. الذى لم يجد علما يرده !
وإن كنت ساعتها … حتما سأنتقده
– أيها الدعاة إلى الله :
إن الحرب على أمتنا أكبر من مجرد كريسماس ، أو تهنئة ، أو موضة … بقدر ما هى حرب على فهمنا الصحيح للإسلام .. يؤمن صاحبه بأنه دين ودولة ، وثقافة وعلم ، وقضاء وقانون ، ورياضة وفنون ، وحياة وسياسة ، كما هو عبادة وعمل ، وفكر وعقل .. سواءا بسواء … !
وسعوا مدارككم .. ولا تقفوا عند سفاسف الأمور …. فنحن أمة عظيمة .. والعظماء لا يتعثرون بالحصى !